Skip to main content

كاتب إسرائيلي: الفلسطينيون اليوم هم مركز السرد في العالم الذي يتفاعل مع مأساتهم 

20 أيلول 2025
https://qudsn.co/501280

ترجمة - شبكة قُدس: نشرت صحيفة هآرتس العبرية مقالة للكاتب الإسرائيلي عوفري إيلاني، تناول فيها جدلًا فكريًا وثقافيًا حول موقع اليهود في الوعي العالمي، وانعكاس ذلك على الموقف من الحرب على غزة.

يرى إيلاني أن اليهود والإسرائيليين اعتادوا أن يكونوا في مركز السرديات العالمية، وأنهم يغضبون ليس فقط عندما يُنتقدون، بل أيضًا حين يتم تجاهلهم. واستشهد بمثال عن دراسة أكاديمية بحثت في ما إذا كانت سلسلة هاري بوتر تحمل إشارات معادية لليهود، وخلصت إلى أن السلسلة تخلو تقريبًا من أي ذكر لهم. هذا الغياب، بحسب الكاتب، يعكس قلقًا يهوديًا من عدم الحضور في القصة، وكأن الوجود لا يكتمل إلا بالتمركز الدائم في وعي الآخرين.

وانتقل إيلاني إلى الواقع السياسي، معتبرًا أن تعامل الحكومة والإعلام في "إسرائيل" مع التظاهرات العالمية المؤيدة لفلسطين يكشف هذا المنطق. فكل احتجاج رافع لعلم فلسطين يُفسَّر في إسرائيل كمعاداة للسامية، وكأن العالم لا يتعاطف مع الفلسطينيين بصدق بل يكره اليهود. 

لكن الكاتب يلفت إلى أن العالم اليوم يتفاعل مع مأساة حقيقية في غزة، حيث مدينة كبرى تُمحى عن وجه الأرض، فيما تتوسع الحرب لتشمل مناطق أخرى في الشرق الأوسط. ومع ذلك، تواصل "إسرائيل" تقديم نفسها كقضية محلية ضيقة، متجاهلة أن للفلسطينيين ضحايا وتاريخًا وهوية تشكّلت قبل الصهيونية بزمن طويل.

ويشير الكاتب إلى أن الصعوبة الإسرائيلية تكمن في تصديق أن أحدًا قد يتعاطف مع الفلسطينيين بجدية، وأن السرد العالمي بدأ يضعهم في موقع “الشخصية الرئيسية”. 

ويؤكد أن التعاطف الدولي المتزايد معهم لا يتعلق بإنجازات تقنية أو علمية، بل بتغير في موازين القوى الثقافية والسياسية عالميًا، حيث برزت مطالب شعوب مستعمَرة أو مهمَّشة بالاعتراف بظلم تاريخي وقع عليها.

ويخلص إيلاني إلى أن اليهود أنفسهم ابتكروا ما يُعرف اليوم بـ”متلازمة الشخصية الرئيسية”، حين أقنعوا أنفسهم والعالم أنهم محور التاريخ الإنساني. لكنه يرى أن زمن هذه المركزية يقترب من نهايته، وأن الطريق إلى التعافي يمرّ عبر الاعتراف بأن القصة العالمية لم تعد تدور حول "إسرائيل" وحدها، بل إن الفلسطينيين باتوا في كثير من الأحيان هم من يحتلون مركز السرد.

 

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا